The Information Diet




اسم الكتاب: The Information Diet: A Case For Conscious Consumption
المؤلف: كلاي جونسون
عدد الصفحات: 160
الطبعة: الأولى في يناير 2012


عادة ما يستغرق الانسان يوميا ساعات طويلة في استهلاك المعلومات التي يحصل عليها من الكتب و الشبكات الاجتماعية و التلفاز والراديو وقراءة الصحف والمجلات, وقد يكون استهلاك المعلومات أكثر عند الذين يعملون أمام الحاسوب يوميا فيقضون أغلب الوقت في القراءة والكتابة أمام الشاشة مما قد يسبب لهم تخمة معلوماتية. وفي هذا الكتاب كثيرا ما يعقد المؤلف المقارنة بين الأكل والمعلومات, ويحاول أن يوصل فكرة معينة وهي أن تصرفاتنا تتكون نتيجة لما نستهلكه من معلومات كما أن أجسامنا تتكون نتيجة لما نستهلكه من طعام.

في أحدى الدراسات من جامعة كاليفورنيا بساندييغو قدرت كمية المعلومات التي تستهلكها المنازل الأمريكية بـ 3.6 زيتا بايت من المعلومات يوميا, وفي دراسة أخرى لنفس الجامعة أشارت بأننا نقضي يوميا 11.8 ساعة في استهلاك المعلومات, فأصبحنا اليوم نعيش مع ما يعرف بتكدس المعلومات Information Overload وهو المصطلح  الذي لم يشتهر استخدامه إلا بعد الستينات من القرن الماضي.

ويناقش الكتاب فكرة استهلاك المعلومات بوعي, بحيث يؤكد على أهمية ما نستهلكه من معلومات وانعكاسها علينا سواء بجلب الضغوط أحيانا أو السعادة. ولعل ما يريد توضيحه هو بأن المشكلة  ليست بسبب الكم الهائل المتدفق من المعلومات بل في الاستهلاك الخاطئ لها, كما في المشاكل الصحية مع الأكل, فتوفر الأكل بكثرة ليس هو سبب المشاكل الصحية كالسمنة مثلا بل الإستهلاك المفرط للأكل هو الذي يتسبب بالعلل الصحية.

ومن المشاكل التي قد تنتج بسبب كثرة المعلومات عدم الحيادية, بحيث إذا وصلت معلومة إلى الدماغ حاول الشخص تأكيدها وربط كل معلومة يحصل عليها لاحقا بها.

ومن خلال مقارنته بين استهلاك الطعام واستهلاك المعلومات يوضح المؤلف بأن التوقف عن استلام معلومات جديدة وقطع الاتصال بالانترنت ليس هو الحل, كما في الطعام, فإن الامتناع عن الأكل ليس الحل بل اختيار الأطعمة المفيدة, فيشرح عدة طرق للاستهلاك الأمثل للمعلومات, إحدى هذه الوسائل هي محو الأمية المعلوماتية ويقصد بها القدرة على:
  • البحث عن المعلومات: إجادة استخدام محركات البحث, واستخدام محرك البحث في قوقل المتعلق بالأبحاث العلمية وبراءات الاختراع والقوانين scholar.google.com يقربك أكثر للحقائق. وأيضا التمكن من التعامل مع الخيارات المتقدمة في محركات البحث. وأن لا تقتصر محاولة الحصول على المعلومة من محركات البحث فقط بل أن تشمل الحصول عليها من مصادرها بشكل مباشر.
  • معرفة كيفية تنقيحها: البحث وحده لا يكفي للحصول على المعلومة الصحيحة, خاصة إذا أردناها أن تكون موثوقة ودقيقة, ويتحقق ذلك بمعرفة المصدر الأصلي للمعلومة والتساؤل حول هدف كاتب هذه المعلومة, وهل نيتك أيها المستقبل لهذه المعلومة هي استخدامها لتأكيد معتقد سابق لديك أم للوصول إلى المعلومة الصحيحة.
  • إنتاجها: وذلك بمعرفة كيفية استخدام وسائل النشر على الإنترنت كالمدونات ولغات الترميز مثل HTML, CSS and JavaScript ليستطيع الشخص من استخدامها للتعبير عن نفسه بنشرها بصيغة نصية او صوتية أو مرئية.
  • تركيبها: بالاستفادة من الأفكار الجديدة ومزجها مع أفكارنا ومعلوماتنا السابقة.



حتى نتمكن من التركيز على الحصول على المعلومات ذات القيمة العالية التي نحتاجها ونترك المعلومات التي تستهلك الكثير من أوقاتنا بلا فائدة علينا أولا أن نراقب أدائنا أثناء دخولنا للأنترنت ونعرف كمية الوقت الذي نستهلكه في كل عمل نقوم به ولهذه المهمة يقترح المؤلف استخدام موقع RescueTime.com الذي يعطيك تقرير حول نشاطك في الحاسوب ومقدار الوقت الذي تقضيه مع كل برنامج حتى تستطيع بعد ذلك من معرفة ما يستهلك الكثير من الوقت بلا فائدة لتتخلص منه.

ومن المعلومات التي تعتبر غير ذات أهمية وتشتت الانتباه عن المعلومات المفيدة الإعلانات الكثيرة في المواقع, فيقترح المؤلف استخدام بعض الإضافات للمتصفح تعمل على حجب هذه الإعلانات, وكذلك جهاز التلفاز يعتبر من الأدوات التي نقضي أمامها العديد من الساعات يوميا في استقبال كمية كبيرة من المعلومات قد لا تكون مرغوبة ومضيعة للوقت مثل الإعلانات التجارية والعديد من النشرات الإخبارية التي تحتوي على الكثير من المعلومات الغير حيادية والتي قد لا تكون موثوقة, فالأفضل هو استبدال قنوات الكيبل بخدمات الترفيه المدفوعة مثل نت فلكس أو يوتيوب بحيث لا تشاهد إلا ما تختاره أنت ولا تضيع أوقاتا في مشاهدة الإعلانات التجارية.


--------
نشرت هذه المقالة في العدد 15 من مجلة عرب هاردوير